الأحد، 25 يونيو 2017

إخراج زكاة الفطر نقدا

مهمة جداً

لا يجوز إخراج زكاة الفطر نقودا

وهو قول الجماهير العريضة من أهل العلم بما فيها المذاهب الثلاثة(المالكية والشافعية والحنابلة) ولم يخالف إلا أبوحنيفة- رحمه لله- واليك طرفا من أقوالهم:

قال الإمام مالك-المدونة الكبرى(2/385)-:

(ولا يجزئ أن يجعل الرجل مكان زكاة الفطر عرضا من العروض [اي قيمة] وليس كذلك امر النبي عليه الصلاة والسلام.

قال الإمام الشافعي-المجموع(6/110) وانظر الأم(2/72)-:

لاتجزئ القيمة[اي:في زكاة الفطر]

وقال الامام النووي(من مشاهير الشافعية)-شرح مسلم(7/60):

(ولم يجز عامة الفقهاء إخراج القيمة).

وقال الإمام أحمد-المغني(2/352)-:

(لا يعطى قيمته قيل له:

يقولون:عمر ابن عبد العزيز كان ياخذ القيمة

قال:يدعون قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولون قال فلان ؟ قال ابن عمر رضي الله عنه( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ..)وقال الله:( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) وقال قوم يردون السنن: قال فلان وقال فلان!!)
وهذه فتوى فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في زكاة الفطر

الذين يقولون بجواز إخراج صدقة الفطر نقودا هم مخطئون لأنهم يخالفون النص : حديث الرسول عليه السلام الذي يرويه الشيخان في صحيحيهما من حديث عبد الله ابن عمر ابن الخطاب رضي الله عنهما قال :" فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير أو صاعا من أقط " فعين رسول الله هذه الفريضة التي فرضها الرسول عليه السلام ائتمارا بأمر ربه إليه ليس نقودا وإنما هو طعام مما يقتاته أهل البلد في ذلك الزمان فمعنى هذا الحديث أن المقصود به ليس هو الترفيه عن الناس الفقراء والمساكين يلبسوا الجديد والنظيف وو ... الخ وإنما هو إغنائهم من الطعام والشراب في ذاك اليوم وفيما يليه من الأيام من بعد العيد . وحين أقول بعد العيد فإنما أعني أن يوم الفطر هو العيد أما اليوم الثاني والثالث فليسوا من العيد في شيء إطلاقا ، فعيد الفطر هو يوم واحد فقط وعيد الأضحى هو أربعة أيام فالمقصود بفرض صدقة الفطر من هذا الطعام المعود في تلك الأيام هو إغناء الفقراء والمساكين في اليوم الأول من عيد الفطر ثم ما بعد ذلك من أيام طالت أو قصرت .

فحينما يأتي انسان ويقول لا ، نخرج القيمة هذا أفضل للفقير ، هذا يخطئ مرتين :

المرة الأولى : أنه خالف النص والقضية تعبدية هذا أقل ما يقال .

لكن الناحية الثانية : خطيرة جدا لأنها تعني أن الشارع الحكيم ألا وهو رب العالمين حينما أوحى إلى نبيه الكريم أن يفرض على الأمة إطعام صاع من هذه الأطعمة مش داري هو ولا عارف مصلحة الفقراء والمساكين ، كما عرف هؤلاء الذين يزعمون بأنه إخراج القيمة أفضل ، لو كان إخراج القيمة أفضل لكان هو الأصل وكان الإطعام هو البدل لأن الذي يملك النقود يعرف أن يتصرف بها حسب حاجته إن كان بحاجة إلى الطعام اشترى الطعام ،إن كان بحاجة إلى الشراب اشترى الشراب ، إن كان بحاجة إلى الثياب اشترى الثياب فلماذا عدل الشارع عن فرض القيمة أو فرض دراهم أو دنانير إلى فرض ما هو طعام إذن له غاية ، فلذلك حدد المفروض ألا وهو الطعام من هذه الأنواع المنصوصة في هذا الحديث وفي غيره ، فانحراف بعض الناس عن تطبيق النص إلى البديل الذي هو النقد هذا اتهام للشارع بأنه لم يحسن التشريع لأن تشريعهم أفضل وأنفع للفقير هذا لو قصده ، كفر به لكنهم لا يقصدون هذا الشيء ، لكنهم يتكلمون بكلام هو عين الخطأ ، إذن لا يجوز إلا إخراج ما نصّ عليه الشارع الحكيم وهو طعام على كل حال.

الجمعة، 16 يونيو 2017

لايسوى بين أهل السنة وأهل هذه المعتقدات المحدثة "العلامة المحدث عبدالمحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله تعالى

 » المقالات » لا يُسوَّى بين أهل السنة والجماعة وأهل هذه المعتقدات المحدثة

لا يُسوَّى بين أهل السنة والجماعة وأهل هذه المعتقدات المحدثة

18/9/1438هـ

 

ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سلك سبيلهم واهتدى بهديهم إلى يوم الدين.

أما بعد، فقد استمعت إلى تسجيل بصوت الشيخ صالح بن عواد المغامسي، مما جاء فيه: «أقول بجلاء ووضوح وصفاء كلمات قد لا يجسر عليها بعض العلماء، أنا أقول بوضوح: إن أهل السنة والشيعة والإسماعلية والإباضية كل هؤلاء يؤمنون بالله رباً وبمحمد  صلى الله عليه وسلم  نبياً وبالإسلام ديناً وبالقرآن كتاباً وبالقيامة موعداً وبالجنة ثواباً للطائعين وبالنار عقاباً للكافرين، ويؤمنون بالكعبة قبلة، إذا صلوا صلوا إلى الكعبة ويضحون».

ولن أشتغل بالرد على هذا الكلام، بل أكتفي بذكر شيء من كلام هذه الفرق المخالفة لما كان عليه أهل السنة والجماعة، وهم الصحابة الكرام رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما الشيعة الإثنا عشرية فمن غلوِّهم في أئمَّتهم الاثني عشر ما جاء في كتاب «أصول الكافي» للكليني، وهو من كتبهم المعتمدة، وقد اشتمل على أبواب تشتمل على أحاديث من أحاديثهم، ومن هذه الأبواب قوله:

ـ باب: أنَّ الأئمة عليهم السلام خلفاء الله عزَّ وجلَّ في أرضه، وأبوابُه التي منها يُؤتى (1/193).

ـ باب: أنَّ الأئمة عليهم السلام هم العلامات التي ذكرها عزَّ وجلَّ في كتابه (1/206):

وفي هذا الباب ثلاثة أحاديث من أحاديثهم تشتمل على تفسير قوله تعالى: {وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ}، بأنَّ النَّجمَ: رسول الله صلى الله عليه وآله، وأن العلامات الأئمَّة.

ـ باب: أنَّ الأئمَّة عليهم السلام نور الله عزَّ وجلَّ (1/194).

ويشتمل على أحاديث من أحاديثهم، منها حديث ينتهي إلى أبي عبد الله (وهو جعفر الصادق) في تفسير قول الله عزَّ وجلَّ: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}قال ـ كما زعموا ـ: «{مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ}: فاطمة عليها السلام، {فِيهَا مِصْبَاحٌ}: الحسن، {الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ}: الحسين، {الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ}: فاطمة كوكب دُرِيٌّ بين نساء أهل الدنيا، {يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ}: إبراهيم عليه السلام، {زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ}: لا يهودية ولا نصرانية، {يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ}: يكاد العلم ينفجر بها، {وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ}: إمام منها بعد إمام، {يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ}: يهدي الله للأئمَّة مَن يشاء ...».

ـ باب: أنَّ الآيات التي ذكرها الله عزَّ وجلَّ في كتابه هم الأئمَّة (1/207)، وفي هذا الباب تفسير قول الله عزَّ وجلَّ: {وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ} بأنَّ الآيات: الأئمَّة!! وفيه تفسير قوله تعالى: {كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا} بأنَّ الآيات: الأوصياء كلُّهم!!! ومعنى ذلك أنَّ العقابَ الذي حلَّ بآل فرعون سببُه تكذيبهم بالأوصياء الذين هم الأئمَّة!!

ـ باب: أنَّ أهلَ الذِّكر الذين أمر اللهُ الخلقَ بسؤالِهم هم الأئمَّة عليهم السلام (1/210).

ـ باب: أنَّ القرآن يهدي للإمام (1/216)، وفي هذا الباب تفسير قول الله عزَّ وجلَّ: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} بأنَّه يهدي إلى الإمام!! وفيه تفسيرُ قول الله عزَّ وجلَّ: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ} بأنَّه إنَّما عنى بذلك الأئمَّة عليهم السلام، بهم عقَّد الله عزَّ وجلَّ أيمانكم!!

ـ باب: أنَّ النِّعمة التي ذكرها الله عزَّ وجلَّ في كتابه الأئمَّة عليهم السلام (1/217)، وفيه تفسير قول الله عزَّ وجلَّ: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا} بالزعم بأنَّ عليًّا رضي الله عنه قال: «نحن النِّعمة التي أنعم الله بها على عباده، وبنا يفوز مَن فاز يوم القيامة»!! وفيه تفسير قول الله عزَّ وجلَّ في سورة الرحمن: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }، قال: «أبالنَّبِيِّ أم بالوصيِّ تكذِّبان؟!!».

ـ باب: عرض الأعمال على النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله، والأئمَّة عليهم السلام (1/219).

ـ باب: أنَّ الأئمَّة عليهم السلام عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عزَّ وجلَّ، وأنَّهم يعرفونها على اختلاف ألسنتِها (1/227).

ـ باب: أنَّه لَم يجمع القرآنَ كلَّه إلَّا الأئمَّة عليهم السلام ، وأنَّهم يعلَمون علمَه كلَّه (1/228).

ـ باب: أنَّ الأئمَّة عليهم السلام يعلمون جميعَ العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرُّسل عليهم السلام (1/255).

ـ باب: أنَّ الأئمَّة عليهم السلام يعلمون متى يموتون وأنَّهم لا يموتون إلَّا باختيارٍ منهم. (1/258).

ـ باب: أنَّ الأئمَّة عليهم السلام يعلمون علمَ ما كان وما يكون، وأنَّه لا يخفى عليهم الشيءُ صلوات الله عليهم (1/260).

ـ باب: أنَّ الله عزَّ وجلَّ لَم يُعلِّم نبيَّه علماً إلَّا أمره أن يُعلِّمَه أمير المؤمنين عليه السلام، وأنَّه كان شريكَه في العلم (1/263).

ـ باب: أنَّه ليس شيءٌ من الحقِّ في يد الناسِ إلَّا ما خرج من عند الأئمَّة عليهم السلام ، وأنَّ كلَّ شيء لم يخرج من عندهم فهو باطلٌ (1/399).

وهذه الأبوابُ تشتمل على أحاديث من أحاديثهم، وهي منقولةٌ من طبعة الكتاب، نشر مكتبة الصدوق بطهران، سنة (1381هـ).

ويُعتبَرُ الكتابُ مِن أجَلِّ كتبِهم إن لَم يكن أجَلَّها، وفي مقدِّمة الكتاب ثناءٌ عظيمٌ على الكتاب وعلى مؤلِّفِه، وكانت وفاتُه سنة (329هـ)، وهذا الذي نقلتُه منه نماذج من غلوِّ متقدِّميهم في الأئمَّة.

وأما المتأخرون فأبرزهم في هذا العصر زعيمهم الخميني، وقد قال في كتابه «الحكومة الإسلامية» (ص52) من منشورات المكتبة الإسلامية الكبرى بطهران: «وثبوت الولاية والحاكمية للإمام (ع) لا تعني تجرّده عن منزلته التي هي له عند الله، ولا تجعله مثل مَن عداه من الحكام؛ فإنَّ للإمام مقاماً محموداً ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرَّات هذا الكون، وإنَّ من ضروريات مذهبنا أنَّ لأئمَّتنا مقاماً لا يبلغه ملكٌ مقرَّب ولا نبي مرسَل، وبموجب ما لدينا من الروايات والأحاديث، فإنَّ الرسول الأعظم (ص) والأئمة (ع) كانوا قبل هذا العالم أنواراً، فجعلهم الله بعرشه محدقين، وجعل لهم من المنزلة والزلفى ما لا يعلمه إلَّا الله، وقد قال جبرائيل كما ورد في روايات المعراج: لو دنوت أنملة لاحترقت، وقد ورد عنهم (ع): إنَّ لنا مع الله حالات لا يسعها ملَك مقرَّب ولا نبي مرسَل»!!! وقد نقلت هذا الكلام عن الكليني والخميني في رسالة بعنوان: «أَغلُوٌّ في بعض القرابة وجفاء في الأنبياء والصحابة؟!» رددت فيها على كلام سيء للمدعو ياسر الحبيب وهو في الحقيقة عاسر بغيض، وقد طبعت هذه الرسالة مفردة وضمن مجموعة كتبي ورسائلي (7/7ـ31)، قال هذا العاسر البغيض: «نحن الشيعة نعتقد بأنَّ أفضل أولياء الله عزَّ وجلَّ بعد المعصومين الأربعة عشر عليهم الصلاة والسلام هو سيدنا إبراهيم الخليل صلوات الله عليه، حسب تحقيق العلماء فإنَّ أفضل الخلق هو نبيُّنا صلى الله عليه وآله، ثم أمير المؤمنين والزهراء صلوات الله وسلامه عليهما في مرتبة واحدة، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم مولانا الإمام المهدي صلوات الله عليه، ثم الأئمَّة من ذريَّة الحسين، من السجاد إلى العسكري في مرتبة واحدة، ثم إبراهيم الخليل صلوات الله عليهم!!!».

وأما الإسماعلية فقد قال عنهم ابن الأثير في كتابه: «اللباب في تهذيب الأنساب» (1/47): «وأما الفرقة الإسماعلية فجماعة من الباطنية ينسبون إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق لانتساب زعيمهم إلى محمد بن إسماعيل، وفي كتاب الشجرة أنه لم يعقب، قلت: الصحيح أن الإسماعلية تولوا إسماعيل بن جعفر بن محمد فنسبوا إليه، زعموا أن جعفرا مات وأن الإمام بعده إسماعيل وقالوا: إنه حي لم يمت»، أقول: وما بعد «قلت» من كلام ابن الأثير، وما قبلها من كلام السمعاني في «الأنساب»، وقد ألف في هذه الفرقة الشيخ إحسان إلهي ظهير، واسم كتابه: «الإسماعلية: تاريخ وعقائد»، والدكتور سليمان بن عبدالله السلومي عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى، واسم كتابه: «أصول الإسماعيلية: دراسة ــ تحليل ــ نقد»، والكتابان منشوران في شبكة المعلومات الإنترنت في المكتبة الوقفية، وهذه نماذج من الكلام المنسوب إليهم في كتاب الشيخ إحسان إلهي ظهير:

«معنى الصلاة: الطاعة لأمير المؤمنين (أي علي) والأئمة الذين اصطفاهم الله من ولده» كتاب الكشف لجعفر بن منصور اليمن (ص28).

«الصلاة بالحقيقة هي الاتصال بالإمام» كنز الولد لإبراهيم بن حسين الحامدي (ص286).

وعن علي قال: «إيتاء الزكاة هي الإقرار بالأئمة من ذريتي» زهرة المعاني لإدريس عماد الدين (ص74).

«الصوم هو الصمت بين أهل الظاهر وكتمان الأسرار عنهم، وصوم شهر رمضان هو ستر مرتبة القائم ... ومن شهد منكم الشهر فليصمه أي: من أدرك زمان الإمام فليلتزم الصمت» كتاب الافتخار لأبي يعقوب السجستاني (ص126).

«حج البيت هو قصد لإمام الزمان مفترض الطاعة ... والغرض من حج البيت معرفة الأئمة» كتاب الافتخار لأبي يعقوب السجستاني (ص125).

وقال جعفر بن منصور اليمن: «المراد من الرفث والفسوق والجدال: أبو بكر وعمر وعثمان» كتاب الكشف (ص125).

وقال أبو يعقوب السجستاني: «إن المراد من العرش والكرسي: العقل والنفس» كتاب الافتخار (ص40).

وقال حاتم بن إبراهيم: «إن الشجرة المنهي عن أكلها هي هابيل بن آدم حيث جعله أبوه وصيا له» الشموس الزاهرة ــ قصة آدم.

وقال جعفر بن منصور اليمن في معنى: {أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا}: «على أن لا يدعوا إلى غير الإمام الذي اختاره الله؛ فإنه من دعا إلى غير إمام يختاره الله فقد أشرك بالله» كتاب الكشف (ص165).

وأما الإباضية فقد ألف أحمد الخليلي في مذهبهم كتابا سماه «الحق الدامغ» اشتمل على نفي رؤية المؤمنين ربهم في الدار الآخرة وعلى القول بخلق القرآن والقول بتخليد أهل المعاصي في النار، وقد ألف الشيخ علي بن محمد ناصر الفقيهي كتابا رد فيه على الخليلي، وعنوان الكتاب «الرد القويم البالغ على كتاب الخليلي المسمى بالحق الدامغ» في إنكاره رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة ودعواه خلق القرآن، وقوله بتخليد العصاة من المسلمين في النار، وقد لخص الشيخ علي الفقيهي ما قاله الخليلي في المسائل الثالث ورده عليه في الصفحتين الأوليين من كتابه فقال: «ثبتت رؤية المؤمنين لله عز وجل في الدار الآخرة في الأحاديث الصحاح، من طرق متواترة عند أئمة الحديث، لا يمكن دفعها ولا منعها، منها: حديث أبي سعيد وأبي هريرة ــ وهما في الصحيحين ــ أن ناساً قالوا: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: «هل تضارون في رؤية الشمس والقمر ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا. قال: فإنكم ترون ربكم كذلك». هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والخليلي نقل هذا النصّ وغيره، ثم قال ــ وبئس ما قال ــ: «وأنت أيها القارئ الكريم تدرك ببصيرتك أن الأخذ بظواهر هذه النصوص يفضي إلى مايرده العقل ويكذبه البرهان».

هكذا يقول ــ إن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة في الصحيحين وغيرهما يكذّبها برهان الخليلي ــ ويردّها عقله.

يقول الخليلي في كتابه ص (112ــ113): قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} التكليم من وراء حجاب إذا أسند إلى الله بمعنى خَلْقِ صوتٍ مسموعٍ لا يصدر عن شيء ينبئ عن مراد الله، ويتلقفه سمع من اختصه الله بالتكليم، وعلى هذا يحمل تكليم الله لموسى عليه السلام.

هذا قول الخليلي.

واقرأ قوله تعالى في مخاطبته لموسى: {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)}.

فهل الصوت الذي سمعه موسى يصدر عن لا شيء؟ وهو يقول لموسى: إنني أنا الله ... فاعبدني؟  

يقول الخليلي بخلود جميع مرتكبي الكبائر من أمة محمد في النار وإن ماتوا على التوحيد.

والله يقول: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ }.

وقال في الحديث القدسي عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله عزّ وجل .. «ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئا لقيته بمثلها مغفرة».رواه مسلم/فضل الذكر ح2687».

هذه نماذج مما جاء في كتب هذه الفرق الثلاث يتضح بها بطلان ما كانوا عليه.

وقد أبدى حسن بن فرحان المالكي كما في شبكة المعلومات سرورة بكلام الشيخ المغامسي هذا، وقال: «قد حدثني بهذا في بيته قبل أشهر، وحرضته على إعلانه»، فاتضح بهذا أن كلام المغامسي من آثار جليس السوء، وليس بغريب على هذا المالكي، فقد شوى قلبه الحقد على الصحابة ومن تبعهم باحسان، ورددت عليه بكتابين وكلمتين، آخرهما بتاريخ 26/2/1434هـ بعنوان: «الزنديق الرافضي حسن المالكي يفضِّل الخمينـي على كاتب الوحي معاوية رضي الله عنه»، بل تفوه هذا الأفاك بأنه أفضل منه بكثير، وكلها منشورة في شبكة المعلومات.

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

فوائد من شرح أثر ابن مسعود رضي الله عنه. للشيخ الفاضل غازي بن عوض العرماني حفظه الله تعالى

فوائد من شرح اثر الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه

ونصه  : -
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه   قال  :
"كيف أنتم إذا لبستكم فتنة: يهرم فيها الكبير، ويربوا فيها الصغير، ويتخذها الناس سُنَّة، فإذا غيرت قالوا: غيرت السنة، قالوا: ومتى ذلك يا أبا عبدالرحمن؟ قال: إذا كثرت قُرَّاؤكم، وقلت فقهاؤكم، وكثرت أمراؤكم، وقلت أمناؤكم، والتمست الدنيا بعمل الآخرة.
 وفي رواية: "قالوا: ومتى ذلك؟ قال: إذا ذهبت علماؤكم، وكثرت جهلاؤكم، وكثرت قراؤكم، وقلت أمناؤكم، والتمست الدنيا بعمل الآخرة، وتفقه لغير الدين".
الشرح لهذا الاثر :
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال :كيف بكم إذا لبستكم فتنة
( الفتنة هنا البدع والأهواء المنكرة والضلال والانحراف عن الشرع قل أو كثر  اخرج من الملة أو لم يخرج  )
و البستكم
(اي غشيتكم فكانت جزءا منكم وانتم جزءا منها و بهاتقولون ولها تعملون  وعنها تذودون وتدافعون )
يربو فيها الصغير
( فمن ولادته فأبواه يعلمانه هذه البدع فمامن مولود يولد الا على الفطرة كما في الحديث الصحيح  فينشأ الصغير على هذه البدعة فلايعرف ضدها من السنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ثبت عن السلف رحمه الله كما في البخاري : ان من سعادة الحدث والاعجمي ان يوفق لعالم أو شيخ سنة ا . ه . بنحوه أو مثله ) 
و يهرم فيها الكبير
( اي كان شابا يافعا وهو على هذه الضلالة ثم يكبر ويهرم على هذه الاهواء )
وتتخذ سنة
( اي ان هذه الأمور المنكرة أصبحت دينا يدين الناس به والويل ثم الويل لمن حاول تغيير هذا الفساد العقدي )
فإن غيرت يوما قيل هذا منكر
( فهذا يقابل به من حاول الانكار ضلال أهل الأهواء والبدع فيقول له أصحابها هذا منكر اي إنكار علينا وايضاحك لادلة الكتاب والسنة وماعليه سلف الامة منكر  )
قيل : ومتى ذلك ؟
( اي متى تظهر هذه البدع والمنكرات )
قال إذا قلت أمناؤكم
( الامانة صفة حميدة وخلق عظيم من الأخلاق التي أمر بها وحث عليها الشرع الحنيف وتتمثل في حفظ الحقوق وادائها وعدم الخيانة وضد الامانة الغدر والخيانة اعاذنا الله واياكم من هاتين الصفتين وغيرها من الأخلاق السيئة وهي من صفات الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام فما من نبي بعث في قومه إلا قال لهم ( اني رسول لكم رسول امين )ومن صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الصادق الأمين وفي الصحيح كما جاء في حوار أبي سفيان وهرقل ، حيث قال هرقل : سَأَلْتُكَ : هَلْ يَغْدِرُ ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ لاَ يَغْدِرُ ، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لاَ تَغْدر
والأمانة وجودها في الرجل دليل إيمانه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : مَا خَطَبَنَا نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلاَّ قَالَ:لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ ، وَلاَ دِينَ لِمَنْ لاَ عَهْدَ لَهُ.
أخرجه أحمد وصححه الألباني  رقم  ٧١٧٩  من صحيح الجامع .
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَرْبَعٌ إِذَا كُنَّ فِيكَ ، فَلاَ عَلَيْكَ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا : حِفْظُ أَمَانَةٍ ، وَصِدْقُ حَدِيثٍ، وَحُسْنُ خَلِيقَةٍ ، وَعِفَّةٌ فِي طُعْمَةٍ. أخرجه أحمد وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة " ٢ / ٢٧٠ "وفي الصحيحين عن حُذَيْفَةَ رضي الله عنه  قَالَ : حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثَيْنِ ، قَدْ رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا ، وَأَنَا أَنْتَظِرُ الآخَرَ ، حَدَّثَنَا:أَنَّ الأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ ، ثُمَّ نَزَلَ الْقُرْآنُ ، فَعَلِمُوا مِنَ الْقُرْآنِ ، وَعَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ ، ثُمَّ حَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِ الأَمَانَةِ ، قَالَ : يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ ، فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ مِن قَلْبِهِ ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ الْوَكْتِ ، ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ الْمَجْلِ ، كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ ، فَنَفِطَ ، فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا ، وَلَيْسَ فَيهِ شَيْءٌ  فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ ، لاَ يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الأَمَانَةَ ، حَتَّى يُقَالَ : إِنَّ فِي بَنِي فُلاَنٍ رَجُلاً أَمِينًا ، حَتَّى يُقَالَ لِلرَّجُلِ : مَا أَجْلَدَهُ ، مَا أَظْرَفَهُ ، مَا أَعْقَلَهُ ، وَمَا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ.وَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ ، وَمَا أُبَالِي أَيَّكُمْ بَايَعْتُ ، لَئِنْ كَانَ مُسْلِمًا لَيَرُدَّنَّهُ عَلَيَّ دِينُهُ ، وَلَئِنْ كَانَ نَصْرَانِيًّا ، أَوْ يَهُودِيًّا ، لَيَرُدَّنَّهُ عَلَيَّ سَاعِيهِ ، وَأَمَّا الْيَوْمَ فَمَا كُنْتُ لأُبَايِعَ مِنْكُمْ ، إِلاَّ فُلاَنًا ، وَفُلاَنًا )

وكثرت أمراؤكم
( ولعله اراد اختلاف الفرق والجماعات واتخاذها أمراء لهم يطيعونهم في التحليل والتحريم وفي معصية الله والتفرق والاختلاف سبب ضعف ظاهر وقد يكون سببه محبة الدنيا وايثارها وطلب العلو في الدنيا وذلك في الحرص على الامارة والمشيخة على الناس ولو كان بغير وجه حق إلا طلب الرفعة والعلو )
  وقلت فقهاؤكم
( وقلة الفقهاء تتمثل بقبض العلماء الراسخين الذين جمعوا بين العلم والعمل والحكمة والصبر في بيان دين الله سبحانه وتعالى والدعوة إليه  كما في الصحيحين عن عبدالله بن عمرورضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الله عز وجل لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، لكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبْقِ عالماً اتخذ الناس رؤوساً جُهَّالاً فسُئِلوا فأفتوا بغير علم فَضَلوا وأضَلُّوا"

وكثرت قراؤكم
( القارئ بهذا المعنى من يجيد القراءة مع قلة فقه في علم الكتاب والسنة وجهل بهدي سلف الأمة فتجده حافظا للقرآن مجودا له  وهو اخواني او تبليغي  محاربا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم )
وتفقه لغير الدين
( اي لم يرد في طلبه العلم الشرعي وجه الله والدار الاخرة وفي هذا انتفاء الشرط الثاني من صحة العبادة وهو عدم الإخلاص لله ومعه لابد ان يكون عمله صوابا وفق السنة ومتابعا لماجاء فيها )
والتمست الدنيا بعمل الآخرة
(وهذا مثل الذي قبله لكن هنا اعم  ففي الاول طلب العلم لغير الله وهنا  جعل أعماله وعاداته وعباداته وسائر أعماله  لغير الله سبحانه)اعاذنا الله واياكم من الأهواء والبدع ورزقنا العلم النافع والعمل الصالح وحسن الخاتمة
آمين
انتهى التعليق
( والأثر )  رواه عبد الرزاق في كتابه موقوفا والحاكم والدارمي وصححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب و الترهيب حديث رقم ١١١
كتبه :
غازي بن عوض العرماني