الثلاثاء، 24 يناير 2017

الحديث السادس في الأربعين النووية للشيخ:يعقوب البنا حفظه الله في مجموعة تعليم السنة حرسها الله

            (الحديث السادس)

   إن الحلال بين وإن الحرام بين

«في مجموعة تعليم السنة حرسها الله»

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
(يَــأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)

(يَأيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءاً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)

(يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عظيماً) 


أما بعد : فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
أما بعد فالحديث السادس في الأربعين النووية، هو حديث النعمان بن بشير –رضي الله عنهما- قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «إِنّ الْحَلاَلَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ لاَيَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقَدِٱسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِوَقَعَ فِي الْحَرَامِ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِڪُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلاَ وَإِنَّ لِڪُلِّ مَلِكٍ حِمَى، أَلاَ وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمَهُ، أَلاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةٌ إِذَا صَلُحَتْ صَلُحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَالْجَسَدُ ڪُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ الْقَلْبُ» رواه البخاري ومسلم.
هذا الحديث أصلٌ عظيم من أصول الشريعة، وعدَّه بعض العلماء ثلث الدين، أو ربع الدين كما قال الإمام أحمد –رحمه الله تعالى-: الدين يدور على ثلاثة أحاديث: «إنما الأعمال بالنيات»، و«من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد»، و«إن الحلال بين، والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات»، وكذلك قال أبو داود السجستاني–رحمه الله تعالى- صاحب السنن نظرت في الحديث المسند، أي في الحديث الصحيح ، فإذا هو أربعةُ آلاف حديث، ثم نظرت فإذا مدار أربعةَ آلاف حديث على أربعةِ أحاديث، ومنها الحديث حديث النعمان رضي الله عنه .
هذا الحديث من جوامع الكلم التي أوتيها النبي( وهو حديث عظيم جامع في بابه، في باب الحلال، والحرام
وفي هذا الحديث تقسيم للأحكام إلى ثلاثة أقسام كما قال صلى الله عليه وسلم «إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما أمورٌ مشتبهات» فقد قسَّم صلى الله عليه وسلم الأشياء إلى ثلاثة أقسام: الحلال البيِّن، والحرام البيِّن، وبين الحلال والحرام أمورٌ مشتبهات.
أولاً الحلال البين أي الواضح، الظاهر، البائن، كلٌ يعرفه، لا اشتباه فيه، ولا خفاء فيه ، كالأطعمة المباحة من الحبوب، والثمار، والخضروات وغيرها، وكذلك كبهيمة الأنعام، وكذلك كالمعاملات المالية المباحة من بيعٍ، وشراءٍ، وإجارة، ورهن، وغير ذلك من الأمور المباحة التي أحلها الله تعالى لعباده. 
ثانياً الحرام البيِّن: أي الواضح، الظاهر، البائن كل يعرفه لا اشتباه فيه ولا خفاء فيه، ، كشرب الخمر، والقتل، والسرقة، والزنا، والربا، وكتحريم أكل الميتة والدم ولحم الخنزير وغير ذلك من الأمور المحرمة .
ولا يجوز لأحد أن يحلل، أو يحرِّم من نفسه، فمن حلل أو حرم من عند نفسه فقد افترى على الله الكذب كما قال تعالى (وَلاَ تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتِكُمُ الْكَذِبُ هَذَا حَلاَلٌ، وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبُ) وأيضا الذي يحلل أو يحرم من عند نفسه فهو يضاهي الله في حكمه، وفي شرعه وجعل نفسه شريكا لله في التشريع وفي الربوبية كما قال الله تعالى:  (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءٌ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ)

 إذًا الأمر ليس بالسهل، بأن تتكلم في دين الله فتحلل الحرام، وتحرم الحلال، وإنما الأمر لله سبحانه وتعالى من قبل، ومن بعد، فهو سبحانه وتعالى الذي يحلل ما يشاء، ويُحرم ما يشاء، ويفعل ما يشاء ويختار كما قال (لا يُسأل عما يفعل، وهم يُسألون)  والرسول صلى الله عليه وسلم يحلل ويحرم لأمته بوحي من الله فالحلال ما أحله الله ورسوله، والحرام ما حرمه الله ورسوله .
وهناك أدلة ونصوص في الكتاب والسنة تدل على التحليل، والتحريم فهناك أدلة خاصَّة، وأدلة عامة.
الأدلة الخاصة: أي التي جاء الدليل على حِل الشيء، أو حٌرمة الشيء بعينه بكلمة التحليل أو التحريم، كما قال الله في حل البيع وحرمة الربا (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا) فذكر الشيء بعينه أنه حلال ألا وهو البيع وذكر الشيئ بعينه أنه حرام ألا وهو الربا .
وأيضا قال تعالى:  (وَأُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ) أي:  أن الله أحل لنا الإبل والبقر والغنم والضأن وفي الآية الأخرى قال : (وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ) «إلا ما يتلى عليكم» أي : أنه جلا وعلا بين لنا ما حرم علينا كما قال في آية المائدة (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ، وَالدَّمُ، وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ، وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ، وَالْمُنْخَنِقَةُ، وَالْمَوْقُوذَةُ، وَالْمُتَرَدِّيَةُ، وَالنَّطِيحَةُ...)إلى آخر الآية .
وأيضا قال في تحريم نكاح المحارم:  (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ)


والنصوص الخاصة في التحليل، أو التحريم، قد تأتي بصيغ أخرى كاجتناب الشيء؛ كما قال الله تعالى في الخمر (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ، وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَٱجْتَنِبُوهُ)

 واجتناب الشيء من أبلغ صيغ التحريم، وأيضا من الصيغ التي تدل على التحريم عدم قربان الشئ كما قال الله تعالى في الزنا (وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَا)، .
وأيضًا كل ذنب ورد فيه الوعيد بدخول النار، أو بعدم دخول الجنة فيدل على أنه محرم، ولو لم يذكر في النص أنه حلال، أو حرام
على سبيل المثال ما جاء في تحريم النميمة قوله صلى الله عليه وسلم «لا يدخل الجنة نمام» فهذا الحديث يدل على أن النميمة محرمة مع أنه لم يذكر صلى الله عليه وسلم التحريم صراحة ولكن يفهم من هذا الوعيد ألا وهو عدم دخول الجنة أن النميمة محرمة، وهكذا، كل ذنب فيه حد، أو لعن أو براءة أو أنه كفر أو أنه شرك ، وصيغ التحريم كثيرة .
وهناك نصوص عامَّة يدخل فيها أشياء كثيرة؛ قال الله تعالى: (أُُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ)، وفي آية أخرى قال (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتُ، وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثُ)

 فكلُ طيبٍ حلال، وكل خبيثٍ محرم وهذا نص عام في التحليل والتحريم.
وأيضا كما قال عليه الصلاة والسلام: «لا ضرر، ولا ضرار» فهذا نص عام فمثلًا الدُّخان من الخبائث ومن الأشياء التي تضر بالبدن إذًا الدخان محرَّم .
ثالثا الأمور المشتبه كما قال عليه الصلاة والسلام: «وبينهما أمور مشتبهات» أي بين الحلال، وبين الحرام
هناك أمور مشتبهات
والأمر المشتبه لا يعرفه بعض الناس هل هو حلال أم حرام فإذا نظر إليه من جانب وجده حلالاً وإذا نظر إليه من الجانب الآخر وجدته حراماً فلهذا اشتبه عليه .
لكن هذا الأمر المشتبه لا يشتبه على العلماء لأن العلماء أهل دراية بالنصوص وبدلالات الألفاظ ، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام بعد ذلك: (لا يعلمهن كثيرٌ من الناس) يفهم من هذه الكلمة أن من الناس من يعلم حكم هذه الأمور المشتبهات ألا وهم العلماء وبعض طلاب العلم .
وأسباب الاشتباه كثيرة؛ منها: قلة العلم، وضعف الفهم ، والتقصير في التدبر وأيضًا التقصير في البحث ومعرفة المعاني، ، وأيضا سوء القصد ، وغير ذلك من الأسباب.
ثم قال عليه الصلاة والسلام: «فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه» .
هذه هي الطريقة الصحيحة في كيفية التعامل مع هذه الشبهات بأن تتقيها وتجتنبها
فذكر عليه الصلاة والسلام الداء والعلاج والنتيجة . الداء هو الأمر المشتبه. والعلاج ؟ اجتنابه واتقاءه قال (فمن اتقى الشبهات) والنتيجة ؟ فقد استبرأ لدينه وعرضه .
فمن اتقي الشبهات: أي تتجنب الشبهات حتى تعلم أحلال أم حرام؟.
فقد استبرأ لدينه: أي أخذ البراءة، والحيطة لدينه أي ما بينه وبين الله عز وجل باجتبناب الأمر المشتبه فلعله يكون من المحرمات فيجتنبه ليبرأ دينه وأيضا يجتنبه ليبرأ عرضه: أي أنه إذا وقع في الشبهات صار عرضة لكلام الناس فيه وهذا بينه وبين الناس، فالعبد يجتنب هذه الشبهات حتى لا يخدش دينه، ولا يخدش عرضه.
ثم قال عليه الصلاة والسلام: «ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام».
وفي هذه الكلمة معاني :
المعنى الأول:  أن في هذه الكلمة سد الذرائع لأن من تساهل في هذه الأمور المشتبة وتجرأ عليها تجرأ على مواقعة الحرام ، لأن الوقوع في الأمور المشتبه وسيلة مفضية إلى الوقوع في الحرام هكذا يتدرج به الشيطان بخطواته الخبيثة حتى يُوقعه في الزلل، والخطأ، والمحرم لأنه يستسهل الأمر ، ويتهاون به فإذا ارتكب الشبهات ولايسأل أهو حلال أم حرام؟ سيتساهل بالأمر المحرم . فالوقوع في الشبهات وسيلة مفضية للوقوع في الحرام فجاء الشرع بسد هذا الباب .
والمعنى الثاني:  أي من أكثر من مواقعة الشبهات وقع في الحرام، لأنه يظن أنه حلال ، وإذا به حرام .
لأن الشبهات إما أن تكون حلالاً وإما تكون حراماً . فإذا كنت تواقع الأمور المشتبه فقد يكون في مرة من المرات من الحلال لكن هل في كل مرة سيكون من الحلال الجواب:  لا
لعل في المرة الأولى تسلم لك الجرة وفي المرة الثانية لكن هل ستسلم لك الجرة في كل المرات الجواب:  لا .
فإذا سلمت في مرات كثيرة وكانت هذه الشبهات من الحلال فلعل في مرة من المرات تكون من الحرام فلهذا جاء الشرع باجتناب الشبهات بالكلية .
والمعنى الثالث:  أي أن من وقع في الشبهات فإنه لم يستبرأ لدينه وعرضه بمجرد الوقوع في الشبهات وقع في الحرام، لأنه لم يمتثل أمر النبي(، بماذا أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم ؟ أمرنا بأن نجتنب الشبهات ، فبمجرَّد الوقوع فيها يكون وقوعاً في الحرام لأنه لم يستبرأ لدينه وعرضه ، كالذي يفتي الناس بغير علم، حتى لو أصاب الحق يأثم ، لأنه ليس له أن يتكلم في دين الله عز وجل بغير علم ، فهو غير متأهل للفتوى ، فيأثم لأنه تكلم بغير علم ، وهكذا من وقع في الشبهات وقع مباشرةً في الحرام .

ثم قال عليه الصلاة والسلام: «كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ».
فالنبي( يُقرِّب المعنى في هذه الكلمة، بضرب المثل هكذا يقرب العلم ببيان الأمر المعنوي بالأمثلة المحسوسة
وهذا يدل على حسن تعليمه صلى الله عليه وسلم .
قال «كالراعي» الرجل الذي يرعى الماشية .
«يرعى حول الحمىى يوشك أن يرتع فيه » أي يرعى ماشيته حول أرض خصبة لكنها محمية أي مسورة وهي ليست ملكا للراعي وإنما ملك لفلان من الناس وقد سورها وحماها ، فإذا رعى هذا الراعي أغنامه حول هذه الأرض المحمية فلابد أن تشذ غنمة من هذا القطيع إلى الأرض المحمية المسورة .
وكذلك العبد يبتعد عن الشبهات حتى لا يقع في الحرام ، ولا يتجرّأ عليه .
قال «ألا وإن لكل ملكٍ حمى» أي أن الأرض المحمية لها مالك وقد سورها فمن دخل فيها بغير إذنه فقد تعدي عليه وعلى حرمة أرضه . وكذلك حمى الله ما هي حمى الله قال عليه الصلاة والسلام محارمه أي ما حرمه الله على عباده فهو جلا وعلا حماه لأنه منعهم أن يقعوا فيه فلا يجوز لأحد أن يقربها ويعتدي عليها لأن الله حماها بتحريمها .
ثم قال: «ألا وإن في الجسد مضغة» وفي هذه الكلمة إشارة إلى العناية بالقلب
والمضغة هي قطعة من لحم وسميت بالمضغة لأنها بقدر ما يمضغه الإنسان ، فإذا صلحت هذه المضغة صلح سائر الجسد ، وإذا فسدت فسد سائر الجسد، «ألا وهي القلب» .
ففساد الظاهر دليل على فساد الباطن ، وفساد الظاهر عنوان على فساد الباطن.
فإذا فسد القلب فسدت الجوارح وظهر ما في القلب على اللسان والسمع والبصر .
أيها الإخوة! يعني الجوارح ترجمان لما في القلب، لا بد أن نعتني بالقلب اعتناءاً عظيماً ، ولهذا من أدعية الرسول ( الكثيرة : «يا مقلب القلوب» ، «اللهم نقِ قلبي» أدعية كثيرة في طهارة القلب والعناية به، فلابد أن نعتني بالقلب عناية عظيمة فننقيه من أمراض القلوب .
فإذا كان هذا القلب فيه مرض كمرض الكِبْر، يظهر هذا المرض على الجوارح ، فتتكلم بفخر، وتمشي باختيال، كما قال تعالى عن المتكبر : (إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا)، مختالًا أي في مشيه، فخوراً أي في كلامه.
وإذا كان هذا القلب مصاب بمرض الشح، والبخل، والجشع، والطمع إمتنع عن الزكاة، وقد يأكل أموال الناس ظلماً والباطل ويظهر على لسانه الكذب ليسرق أموال الناس أو ليمتنع عن دفع حقوق الناس وهكذا.
وإذا كان في قلبك حقد، وكراهية على إخوانه فسيظهر ذلك على لسانه، وجوارحه، يظهر على لسانه الغيبة، والنميمة، والسب والشتم، وكذلك يظهر على جوارحه التعدي عليهم والإساءة إليهم .
أيها الإخوة! لا بد أن نهتم بهذه الأعضاء وخاصَّةً القلب ، نهتم اهتماماً عظيماً بهذا القلب من هذه الأمراض الفتاكة.
وبالقلب يكون الورع والبعد عن الشبهات وعدم الإجتراء على المحرامات .
وفي الحديث رد على العصاة إذا نهوا عن المعاصي قال بعضهم التقوى هاهنا التقوى هاهنا التقوى هاهنا وضرب بيده على صدره وهو يصر على المعصية هذا استدل بالحق على الباطل فنقول نعم كلمة حق أريد بها باطل . لأنه صلى الله عليه وسلم نهى عن المحرمات .
فلا يجوز لعبد أن يقول الإيمان في القلب ويسكت ويفعل ما يشاء هذه هي عقيدة المرجئة الإيمان اعتقاد بالجنان وقول باللسان وعمل بالأركان والجوارح يزيد وينقص نقول الإيمان في القلب وعليك بأن تبتعد عن المحرمات وتأتي بالواجبات
أما قول القائل الإيمان في القلب ويفعل ما يشاء فإيماني كإيمان جبريل فهذا قول باطل .
فنسأل الله أن يغفر لنا بارك الله فيكم، وصلى الله على نبينا، وعلى آله وصحبه وسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق