الأربعاء، 1 فبراير 2017

فائد كتبها الشيخ محمود بن حسين آل عوض حفظه الله تعالى

هؤلاء هم من يقدرون على النقد والتجديد

لمن استشكل عليه قصة عجوز بني إسرائيل التي فيها
ذكر عظام يوسف عليه السلام
لأنه يتعارض  بظاهره مع الحديث الصحيح : (( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ))

وهذا بيان للعلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في المسألة ...

📕 السلسلة الصحيحة
الحديث: 313
(( أعجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل؟ فقال أصحابه : يا رسول الله و ما  عجوز بني إسرائيل؟ قال : إن موسى لما سار ببني إسرائيل من مصر , ضلوا الطريق  فقال : ما هذا؟ فقال علماؤهم : نحن نحدثك , إن يوسف لما حضره الموت أخذ علينا  موثقا من الله أن لا يخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا , قال : فمن يعلم موضع  قبره؟ قالوا : ما ندري أين قبر يوسف إلا عجوز من بني إسرائيل , فبعث إليها  فأتته فقال : دلوني على قبر يوسف , قالت : لا والله لا أفعل حتى تعطيني حكمي ,قال : و ما حكمك؟ قالت : أكون معك في الجنة , فكره أن يعطيها ذلك فأوحى الله  إليه أن أعطها حكمها , فانطلقت بهم إلى بحيرة موضع مستنقع ماء , فقالت : انضبوا  هذا الماء فأنضبوا , قالت : احفروا و استخرجوا عظام يوسف فلما أقلوها إلى الأرض  إذا الطريق مثل ضوء النهار )) .

قال الألباني في “السلسلة الصحيحة” 1 / 560 :

أخرجه أبو يعلى في “ مسنده “ ( 344 / 1 ) و الحاكم ( 2 / 404  405 , 571 572 ) من ثلاث طرق عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي بردة عن “ أبي موسى “ قال : “ أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابيا فأكرمه فقال له : ائتنا , فأتاه , فقال  رسول الله صلى الله عليه وسلم ( و في رواية : نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم  بأعرابي فأكرمه , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : تعهدنا ائتنا , فأتاه  الأعرابي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :  (سل حاجتك , فقال : ناقة  برحلها و أعنزا يحلبها أهلي , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ...‎” فذكره .  و السياق لأبي يعلى , و الزيادات مع الرواية الأخرى للحاكم و قال : “ صحيح على شرط الشيخين , و قد حكم أحمد و ابن معين أن يونس سمع من أبي بردة  حديث ( لا نكاح إلا بولي ) “ و وافقه الذهبي .

و أقول : إنما هو على شرط مسلم وحده , فإن يونس لم يخرج له البخاري في “ صحيحه “ , و إنما في “ جزء القراءة “ .

_( فائدة )_
كنت استشكلت قديما قوله في هذا الحديث “ عظام يوسف “ لأنه يتعارض  بظاهره مع الحديث الصحيح : “ إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء “ حتى وقفت على حديث ابن عمر  رضي الله عنهما :
(( أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بدن , قال له تميم الداري : ألا أتخذ لك  منبرا يا رسول الله يجمع أو يحمل عظامك ؟ قال : بلى فاتخذ له منبرا مرقاتين ))
أخرجه أبو داود ( 1081 ) بإسناد جيد على شرط مسلم .
فعلمت منه أنهم كانوا يطلقون “ العظام “ , و يريدون البدن كله , من باب إطلاق  الجزء و إرادة الكل , كقوله تعالى { و قرآن الفجر }
أي : صلاة الفجر .
فزال الإشكال و الحمد لله ,
فكتبت هذا لبيانه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق