الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
فهذه الحلقة الثانية من سيرة الدعوة السلفية المباركة التي قام بها عالم المغرب الشيخ النحرير محمد تقي الدين الهلالي في بلاد العراق سائلين المولى جل جلاله أن يجعلها في ميزان حسناته ويغفر له ولنا وللقارئين الكرام آمين .
يتحدث الشيخ هنا عن إمامته وقيامه بخطابة أحد المساجد البغدادية الشهيرة وهو جامع الدهان .
قال العلامة المحدث محمد تقي الدين الهلالي في كتابه الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة ص 110-111 :
كان جماعة من أهل الخير قد اشتركوا في بناء مسجد يبعد عن جامع أبي حنيفة بنحو ميل واحد إلى ناحية بغداد وعجزوا عن إتمامه، فجاء الحاج عبد الحميد الدهان وهو من أهل الثراء والإحسان ومن وجهاء التجار في بغداد فأكمل بناء ذلك المسجد وفتحه للصلاة
وأهل البيوت القريبة من مسجدي أكثرهم شيعة، وأنا خائف أن لا يجتمع لي العدد الذي تصح به صلاة الجمعة. وقد استنصحت الحاج طه الفياض صاحب صحيفة السجل، فقال: إن أردت أن يمتلئ مسجدك بالمصلين فعليك بالدكتور محمد تقي الدين الهلالي فالتمس منه أن يكون إماما وخطيبا لصلاة الجمعة، فأرجو أن تقبل مني هذا العرض. فقلت له: أنا لا ألبس زي العلماء كما ترى فقال لي: أنا أقبلك على أي حال كنت فقلت له: خيرا.
وشرعت أصلي الجمعة في جامع الدهان فما مرت ثلاث جمعات إلا وقد ضاق المسجد عن المصلين وصار الناس يقصدونه من جميع أرجاء بغداد وحتى أهل الأعظمية كان كثير منهم يمرون على مسجد أبي حنيفة ويتركونه ويؤمون جامع الدهان ومن الذين كانوا يواظبون على الصلاة فيه السفير المغربي في ذلك الوقت الحاج الفاطمي بن سليمان، وبلغ الإقبال على جامع الدهان.
إلى أن من لم يتقدم قبل الزوال بساعة أو أكثر لا يجد مكانا .
تم بحمد لله
يتبع ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق