الأحد، 11 ديسمبر 2016

الدرس الخامس من شرح كتاب: ثاثة الأصول للشيخ الفاضل محمود حسين آل عوض حفظه الله تعالى

              بسم اللَّه الرَّحمن الرَّحيم

                       الدرس الخامس

من شرح ڪتاب: ثلاثة الأصول 
للشيخ الفاضل: محمود حسين آل عوض حفظه الله تعالى
في مجموعة: تعليم السنة حرسها الله

الحمدلله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولاعدوان إلى على الظالمين وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له هو يتولى الصالحين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم،  أما بعد :
قال العلامة المجدد: (إعلم رحمڪ الله أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل والعمل بهن)
وصدر هذه الفقرة بالأمر بالعلم كعادته في أغلب مطالع كلامه ؛ لأن فيه نجاة العبد ،ثم دعا لطالب العلم كعادته ، ثم بين حكم هذه المسائل التي يشرع في الكلام عليها وهو الوجوب ، ثم بين أن الوجوب إنما  ينزل على كل مسلم ومسلمة وأنه لايتوقف عند العلم ، بل يتعداه لوجوب العمل، وعليه فهذا الذي يجيئ  من أهم ما يكون في دين الله جل وعلا ولذلك قال : الاولى أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا بل أرسل إلينا رسول فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار والدليل قوله : " إن أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا  فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا ".
تسطر في هذه القاعدة مادلل عليه بعض بهذه الآية التي دلت بمنطوقها  على القاعدة بدلالة المطابقة فإنه لو قال الأولى  أن الله قال : " إنا  أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا  فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا " لقال كل سامع لهذه الآية إذا الله ماتركنا هملا ، بل أرسل إلينا كما أرسل إلى لمن كان قبلنا وعصى من كان قبلنا فأخذهم الله أخذا وبيلا ، فحذرنا الله جل وعلا بذلك عن مصيرهم وأمرنا بطاعة الأنبياء .  وهو منطوق ما قال الأول أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا ، بل أرسل إلينا رسولا  فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار وكذا تجد في كل فقرة وفي كل كلمة يسوقها هذا الإمام الكبير يدلل عليه بدلالة النص القاطع الصريح؛ لأنه ماجاء ببدعة ولاسطر في كتبه ضلالة ، ولهذا يثبت لك ولكل منصف ضلالة كل من ينسب أهل الحق لشخص تشنيعا عليهم أو حطا منهم أوترويج أن هذا الشخص إنما جاء بشيء جديد ولم يأت  بماجاء به محمد صلى الله عليه وسلم بلاغا عنه وتأدية لواجب العلماء بعد الأنبياء قال الثانية : أن الله لايرضى أن يشرك معه في عبادته لا ملك مقرب ولا نبي مرسل والدليل قوله : "وأن المساجدلله فلا تدعوا مع الله أحدا " وأحدا نكرة كما هو معلوم وهي في هذا السياق تفيد العموم فلا يعبد مع الله أحد إذا كان هذا خطاب شرعي من الله فإن الله إذا لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته ،وإذا كان أحدا جاءت نكرة فهي تفيد العموم وإذا أفادت العموم فلا ملك ولانبي مرسل يعبد مع الله جل وعلا وهذا منطوق القاعدة التي سطرت وبينت لهذا وبالله التوفيق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق