( نصيحة من أب مشفق : يابني إلزم غرزهم )
بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد أشرف الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد . .
ما نقلته يا بني عمن تجالسهم من اتهام بالحدادية لأهل السنة الخلص فاعلم انه لا ينبذ أهل السنة والجماعة الشجعان الصادقين الذين يحذرون من أهل الأهواء والبدع بالألقاب المنفرة عنهم إلا أهل البدع والأهواء أو المميعة المدسوسون ، والمندسون بين أهل السنة والجماعة ، والمتلونون المحسوبون على السلفيين ظلما وزورا ، وإليك نصيحة من أب مشفق عليك ، وعلى سواك من الشباب :
لا تتبعهم يا بني بل اتبع الكتاب والسنة على فهم وعمل سلف الأمة ، واجعل الحق أحب إليك من الأشخاص لأن الحي لا تؤمن عليه الفتنة كما جاء عن ابن مسعود- رضي الله عنه - فلا تقلد دينك أحدا ( 1 ) ، واحذر من سمت أهل الأهواء والبدع ، ومن كل منافق عليم اللسان ، فإنهم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ( 2 ) بدسهم السم في العسل فهم كما قال الإمام البربهاري - رحمه الله - : ( مثل أصحاب البدع مثل العقارب ، يدفنون رؤوسهم وأبدانهم في التراب ، ويخرجون أذنابهم فإذا تمكنوا لدغوا ، وكذلك أهل البدع هم مختفون بين الناس فإذا تمكنوا بلغوا ما يريدون ) ( 3 ) .
يابني كم اغتر من شبابنا في اليمن بصالح المغامسي الذي ليس له أي صلةبالعلوم الشرعية ، والداعية إلى التصوف ، وإلى تفسير القرآن بالعقل فذهب يثني على الضآل محمد متولي الشعراوي ويغرر بالشباب لينهلوا من تفسيره العقلاني لكتاب الله .
يابني إن هذا العلم دين فأنظر عمن تأخذ دينك كما نصح بذلك محمد بن سيرين - رحمه الله - فيما رواه عنه الإمام مسلم - رحمه الله - في مقدمة صحيحة ( 4 ) .
يا بني لا تنزعج من النقاش الدائر بين إخوانك السلفيين لنصرة الحق ، والتحذير من أهل الأهواء والبدع ، ولا يهولنك كثرة أهل الزيغ والإنحراف فقد قال ربك سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ) ( 5 ) ، وهو أعز قائل : ( ومآ أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ) ( 6 ) .
يا بني اتبع طرق الهدى ولا يضرك قلة السالكين ، وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثر الهالكين كما أوصانا بذلك الفضيل بن عياض - عليه رحمة الله ( 7 ) .
يا بني تمسك بالكتاب والسنة واتبع سلفك الصالح ، ولا تبتدع لإنه لو كان ثمة خير في اتباع الأهواء والبدع ، والتحزبات المحدثة لسبقنا إليه سلفنا الصالح ( 8 ) .
ولكي يسلم لك دينك يابني ولاتنحرف مع المنحرفين ، ولا تتوه مع الضائعين فعليك أن تتعلم الأصول والقواعد السلفية التي سار عليها سلفنا الصالح فتقبل ما وافقها من الحق ، وإن جاءك ممن تبغضه وتزدريه ، وترد ما خالفها من الباطل وإن جاءك ممن تحبه وتعظمه إن كان سنيا بأدب وإحترام ، وإن كان مبتدعا فلا كرامة ولا نعمى عين ، والزم غرز الأكابر من العلماء فقد أخبرنا الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم - بأن : ( البركة مع أكابركم ) ( 9 ) ، وهي وصية أبي بكر الصديق لعمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - في صلح الحديبية : ( استمسك بغرزه يا عمر ) ( 10 ) ، غرز من ؟
غرز سيد العلماء الربانيين محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي لم يورث دينارا ولا درهما ، ولكن ورث العلم ، وأخبرنا أن العلماء هم ورثة الأنبياء . ( 11 ) .
فعليك يا بني بتقوى الله ، وبالأمر الأول العتيق ( 12 ) .
والدك الناصح لك / أبو إسماعيل علي الرياشي
الهوامش :
1- منهاج السنة لشيخ الإسلام ابن تيمية 2 / 347 .
2- فتح الباري 6 / 695 حديث رقم 3606 .
3- طبقات الحنابلة 2 / 44 ، والمنهج الأحمد 2 / 37 .
4- مقدمة صحيح مسلم 1 / 242 الأثر رقم 26 .
5- سورة الأنعام الآية 116 .
6- سورة يوسف الآية 103 .
7- الاعتصام لأبي اسحاق الشاطبي 1 / 55 الأثر 172 .
8- تلخيص أحكام الجنائز للعلامة الألباني ص 84 .
9- السلسلة الصحيحة 4 / 380 حديث رقم 1778 .
10- تفسير ابن كثير 4 / 254 ، تفسير سورة الفتح الآية رقم 25 .
11- صححه العلامة الألباني في سنن أبي داؤد برقم 3641 .
12- شرح السنة للبربهاري ص 80 الأثر رقم 113 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق